بقلم/ طارق بدراوى
تناولنا في الجزء الأول من بحثنا عن مدينة الغردقة نشأة المدينة وتقسيمها الإدارى وتركيبتها السكانية وتعرفنا علي كيفية الوصول إليها برا والطرق التي تربطها بباقي مدن مصر وكذلك تعرفنا علي أهم وأقدم معالمها الحديثة وهو متحف الأحياء المائية وحرفة صيد السمك التي يمتهنها نسبة كبيرة من سكانها وفي الجزء الثاني تعرفنا علي أهم معالمها السياحية واليوم في الجزء الثالث والأخير نتعرف على أهم الآثار والمعالم الإسلامية والقبطية بها وعلي أحدث معالمها وهو متحف جراند أكواريوم للأحياء المائية وعلي مطاراتها وموانيها المختلفة
ومن أهم المعالم الإسلامية بالغردقة نجد مسجد الميناء والذى تم إفتتاحه في شهر يناير عام 2012م أثناء إحتفالات محافظة البحر الأحمر بعيدها القومي وقد أقيم هذا المسجد على مساحة 4 آلاف متر مربع وبتكلفة إجمالية قدرها 20 مليون جنيه بالجهود الذاتية من المستثمرين بالمدينة والمواطنين وبدعم من محافظة البحر الأحمر ووزارة الأوقاف ويعتبر المسجد من أكبر مساجد المحافظة ويتميز بطراز معماري فريد يؤهله لأن يصبح مزارا سياحيا وقد تم تخطيط المنطقة المحيطة به لتصبح ساحة حضارية ونقلت ورش إصلاح المراكب واللنشات حوله إلى ترسانة إصلاح العائمات بمدينة سفاجة كما تضم المدينة أيضاً ضريح العارف بالله أبى الحسن الشاذلي الذى تتلمذ علي يديه العارف بالله أبو العباس المرسي صاحب المسجد الشهير بالإسكندرية وهو أحد المساجد التي أنشئت في عصر الدولة الأيوبية في مصر ويتكون الضريح من مبنى مثمن الشكل بكل ضلع من أضلاعه نافذة واحدة مستطيلة والثانية على شكل قمرة أما الضلع الثامن فيوجد به مدخل الضريح …..
وتضم الغردقة أيضا عدة معالم قبطية شهيرة تتمثل في دير الأنبا أنطونيوس وهو أول دير أنشئ في العالم وينسب إلى الأنبا أنطونيوس الذي يعتبره الأقباط المصريون أول الرهبان في العالم وأب جميع الرهبان وتعود نشأة الدير إلى القرن الرابع الميلادي ويعد واحدا من أهم وأقدم الأديرة الأثرية على مستوى العالم حيث يقع عند سفح جبل الجلالة القبلية جنوب السويس بنحو 170 كم ويحتوي على مجموعة من أندر الجداريات القبطية وأروعها كما يحتوي على مكتبة كبيرة تحتوي على 1438 مخطوطا أثريا إلى جانب مئات الكتب المطبوعة في مختلف فروع المعرفة كما تضم الغردقة دير الأنبا بولا أو دير سانت بولا الواقع بالصحراء الشرقية جنوب شرق دير الأنبا أنطونيوس ويبدأ طريق الدير بعد حوالي 25 كم متفرعا من طريق الزعفرانة الرئيسي وممتدا إلى الغرب مسافة 12,5 كم ويوجد بالدير أربع كنائس أثرية هي الكنيسة الأثرية التي كان يسكنها الأنبا بولا لمدة 70 سنة وكنيسة أبو سفين التي أعاد بنائها المعلم الجوهري في أواخر القرن الثامن الميلادي وكنيسة الملاك وبها 12 قبة كعدد تلاميذ السيد المسيح ويرجع تاريخها إلى سنة 1777م وفي شهر فبراير عام 2014م تم إفتتاح مبنى خاص بزوار الدير في عهد البابا تواضروس الثاني وتضم المدينة أيضا كاتدرائية الأنبا شنودة الواقعة بحي الدهار على مساحة 860 متر مربع تقريبا وتم إنشاؤها في عام 1926م وكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل المقامة على الطراز الحديث بالجونة شمال مدينة الغردقة وتسع 1500 مصل ودير مارمينا غرب مدينة الغردقة الذي يقع على مساحة 1500 متر وكنيسة مارمرقس بحي الأحياء والمقامة على مساحة 350 متر مربع
وبالإضافة إلى هذه المعالم الدينية يوجد بالغردقة وادى يسمي وادي الحمامات أو وادي الينابيع أو أم الفواخير وهو عبارة عن قاع نهر جاف أصبح طريقااً متعرجا عبر جبال الصحراء الشرقية ويقع على بعد 235 كم من مدينة الغردقة وكان يستخدم كطريق تجاري في العصور القديمة وهو منطقة محاطة بمقالع حجارة البخن المعروفة بالجرايوكي ومناجم الذهب التي تمت الإستفادة منها منذ عصر الأسرة القديمة وحتى العصر الروماني وتتمثل المزارات السياحية بالمنطقة في علامات المقالع على الجانب الشمالي من الطريق حيث يظهر ما تبقى من أكواخ العمال القدماء وعلى الجانب الجنوبي من الطريق يوجد المئات من الألواح الهيروغليفية التي تعد دليلا على البعثات والمهام الكثيرة التي توجهت إلى وادي الحمامات وكان يقودها الفراعنة القدماء
ومن أحدث المعالم في الغردقة نجد متحف جراند أكواريم أو متحف الأحياء المائية الجديد وهو متحف يهنم أساسا ويركز إهتمامه بالحياة البحرية بمدينة الغردقة وتم إفتتاحه في شهر يناير عام 2015م ويعرض مجموعة كبيرة من الكائنات البحرية مع إتاحة التواصل معها والتعرف عليها عن قرب حيث يحتوي على أكثر من 22 حوض من أكبر أحواض الأسماك حجما وبه نفق زجاجي بطول 22 مترا يمنح المارين به محاكاة طبيعية للحياة البحرية خلال التجول تحت الماء من داخله ويتكون مشروع المتحف من ثلاث مراحل تم افتتاح المرحلة الأولى بطاقة استيعابية تصل لأكثر من مليون جالون مياه ليكون الأكواريم السابع عالميا من حيث كمية المياه ومع انتهاء المرحلة الثانية تصل كمية المياه به إلى 3.8 مليون جالون من المياه وبذلك سيصبح الثالث عالميا ومع المرحلة الأخيرة والثالثة سيصبح الأكواريم الأول عالميا بكمية مياه قدرها 8.8 مليون جالون مياه وشارك في تنفيذ المشروع العديد من الخبراء من أكثر من 5 دول مختلفة منها إنجلترا وألمانيا وماليزيا والصين بالإضافة إلى خبراء مصريين ويقع المشروع على مساحة 22 ألف متر مربع تقريبا بالإضافة إلى ساحة إنتظار سيارات تقدر بحوالي 20 ألف متر مربع وهو يبعد عن مطار الغردقة الدولي بضع دقائق
وتتميز الغردقة بوجود مطار دولي حديث بها وهو يقع على بعد 5 كم إلى الجنوب الغربي من وسط مدينة الغردقة المعروف بإسم حي الدهار ويتكون المطار من مبنيين للركاب القديم منهما تصل طاقته الإستيعابية إلى 5 ملايين و500 ألف راكب سنويا والجديد منهما تصل طاقته الإستيعابية إلى 7 ملايين ونصف المليون راكب سنويا لتصبح سعة المطار الكلية 13 مليون راكب سنويا وقد تم إنشاء المبنى الجديد في 5 سنوات بتكلفة إجمالية بلغت 3.2 مليار جنيه بهدف القضاء على تكدس السائحين في أوقات الذروة في صالات السفر والوصول بمبنى المطار القديم وتبلغ مساحته 92 ألف متر مربع ويحتوي على 3 أدوار للسفر والوصول والخدمات ومزود بـعدد 72 كاونتر لإنهاء إجراءات السفر والوصول وعدد 20 بوابة مغادرة ومنطقة أسواق حرة ويضم المبنى الجديد ممر للطائرات يصل طوله إلى 4 كم وعرضه 75 مترا ليمكنه من إستقبال الطائرات العملاقة وله حقل جوي يقع على مساحة 425 ألف متر مربع يحتوي على 16 موقعا للطائرات منها 2 موقع للطائرات العملاقة ليصبح إجمالي عدد مواقع الطائرات بالمطار 52 موقع ويستحوذ المبنى الجديد على 45% من إجمالي رحلات التشغيل بالمطار وتحول إليه جميع الرحلات الأوروبية والداخلية عدا الرحلات القادمة من روسيا والتي يستقبلها المبنى القديم ويوفر المطار خدمات نقل منتظمة إلى القاهرة وتقوم منه رحلات مباشرة إلى العديد من الوجهات الأوروبية كما يستقدم أكثر من 40 من خطوط الطيران المختلفة التي تنظم رحلات طيران بشكل موسمي من مدن أوروبا الشرقية والغربية والدول الاسكندنافية وروسيا من وإلي الغردقة
وإذا ما إنتقلنا إلي ميناء الغردقة فنجده يقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر بالقرب من مدخل خليج السويس على مسافة 370 كم جنوب السويس ويشغل مساحة أرضية تبلغ 15690 متر مربع ومساحة مائية تبلغ ثمانية ملايين و 344 ألف متر مربع فيما يبلغ طول الممر الملاحي 9000 متر وعمقه 15 متر وتبرز أهمية الميناء نظرا لموقعه المتميز وخدمته لنشاط السياحة بمنطقة البحر الأحمر وسياحة اليخوت بأنواعها وسياحة سفن الرحلات الطويلة وخطوط الملاحة البحرية لنقل السياح والركاب من السعودية ودول الخليج العربي كما أن هناك عبارات منتظمة مابين الغردقة وشرم الشيخ لخدمة السياحة بين المدينتين السياحيتين ويشتمل الميناء على صالة حديثة للركاب بمساحة 900 متر مربع مجهزة بكافة الخدمات التي يحتاج إليها السائحون وبها أجهزة للكشف عن الأمتعة والمفرقعات وبوابات للأشخاص كما يجري التخطيط لبناء صالة سفر جديدة على مساحة 900 متر مربع وإنشاء ساحة للكشف عن السيارات القادمة بصحبة الركاب وزيادة أطوال الأرصفة لتصل إلى 240 متر طولي لمواجهة الحركة المتزايدة لنقل الركاب والسائحين ويرسو على رصيف الميناء متوسط عدد 875 سفينة سياحية ومتوسط عدد 280 يخت سياحي سنويا فيما يصل عدد سفن الركاب العادية العاملة علي خط ميناء الغردقة / ميناء ضبا بالسعودية وبالعكس إلى 650 سفينة بالإضافة إلى 14 ألف سيارة بصحبة الركاب ويقدر متوسط عدد السائحين القادمين للمدينة عبر الميناء بـ 50 ألف سائح سنويا ومتوسط عدد الركاب العاديين 550 ألف راكب سنويا
وبالإضافة إلي المطار والميناء الرئيسيين بالغردقة يوجد مطار يسمي مطار جبل الزيت وهو مطار قامت بإنشائه وزارة البترول في منطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر بهدف دعم عملية التنقيب عن البترول في المنطقة ويبعد حوالي 80 كم إلي الشمال من مدينة الغردقة ويستخدم كمطار مساعد لمطار الغردقة الدولي بصورة مؤقتة عن طريق إستقبال الطائرات الصغيرة لرحلات الشارتر السياحية في حالات الطوارئ وفترات الذروة أو أثناء تطوير مطار الغردقة الدولي كما توجد مارينا الجونة أو مارينا أبو تيج وهو مارينا سياحي داخل منتجع الجونة يقع بالكيلو 21 شمال مدينة الغردقة وأنشئ بغرض إنعاش سياحة اليخوت في منطقة البحر الأحمر وإستقبال اليخوت وسفن النزهة الخاصة بنزلاء منتجع الجونة وتبلغ المساحة الكلية للمارينا 3500 متر مربع ويشتمل على 17 رصيف بحري بأطوال 1599 متر طولي وأعماق تتراوح ما بين 1.6 إلى 4.5 متر وعرض يتراوح ما بين 2.2 إلى 5.5 متر وتصل قدرته الإستيعابية إلى 250 يخت بأطوال مختلفة كما يوجد ميناء صغير يسمي ميناء جبل الزيت البحرى وهو مرسى صغير محمي من الرياح الشمالية والشمالية الشرقية والغربية يقع على مساحة 4000 متر مربع وتم إنشاؤه بهدف شحن وتفريغ المواد البترولية ويبعد الميناء 80 كم شمال الغردقة و278 كم جنوب الأدبية على الضفة الغربية لخليج السويس ويتميز بقربه من فتحة مدخل خليج السويس وموانئ التصدير القريبة من حقول البترول وتصل القدرة الإستيعابية للميناء إلى 4 ناقلات شهريا ويمكنه إستقبال وحدات بحرية متوسطة الحجم
وإلي جانب ماسبق يوجد ميناء صغير آخر يسمي ميناء شرق الزيت البحرى وهو ميناء بحري متخصص في شحن وتفريغ المواد البترولية وتقديم الخدمات البحرية لشركات البترول ويقع في الجزء الشرقي من خليج الزيت على البحر الأحمر على مساحة كلية 7000 متر ومساحة بحرية 4000 متر ويبعد مسافة 278 كم عن جنوب الأدبية و80 كم عن الغردقة وتصل القدرة الاستيعابية للميناء إلى 3 ناقلات شهريا بحمولة قدرها 100 ألف طن وغاطس رصيف قدره 14.5 متر …..
